الأحد، 5 مايو 2013

بين الحافظ التجاني والشيخ البنا


في صبيحةِ يومٍ من أيام شتاء عام (1976م) تأخّرت على شيخي العلامة الصالح العارف بالله تعالى، السيد محمد بن عبداللطيف بن سالم الحُسينيّ، المشهور بالحافظ التجّاني (ت: 1978م) فلم أصل إليه في زاويته المباركة في المغربلين- عطفة الدالي حُسين، إلا في الساعة الثامنة والنصف صباحاً.
دخلت إلى الزاوية؛ فوجدته جالساً وحده، فألقيت عليه السلام، فردّ التحيّة بأحسن منها، وقال: تأخّرت يا شيخ فيصل، أنا أنتظرك منذ صلاة الفجر!
تعال! أريد أن أحدّثك اليومَ بتاريخٍ لا تعرفه، وهو ينفعك في حياتك!
فقبّلت يده، واعتذرت عن تأخّري، بسبب قراءة حزبي من القرآن الكريم، على سيدي العلامة المقرئ السيد الشيخ محمد بن سليمان بن أحمد الشندويلي الحسني (ت: 1978م) رحمه الله تعالى.
وشرع سيدي الحافظ يسرد لي تاريخَ نشأة دعوة «الإخوان المسلمين» والأدوار التي مَرّت بها، والانتقادات التي توجّه إليها، مما لم أكن أعرف شيئاً منه فعلاً.
وحدّثني بمرارةٍ وأسىً عن استشهاد الشيخ حسن البنّا، وذرفت عيناه دموعاً غزيرةً.
كما حدثني بمرارةٍ وأسىً عن قيام جماعةٍ من أتباع الشيخ بإنشاء الجهاز السريّ والقيامِ بأعمال متسرعة، من دون رجوعٍ إلى الشيخ.
كما حدّثني عن موقف شَيخيّ: السيد سابق، ومحمد الغزالي بعدَ استشهاد الشيخ حسن البنا، من غير أن يذكرهما باسميهما أبداً!
وقد ألححت عليه كثيراً أن يسمّيَ، فرفض رفضاً قاطعاً، ولم يفعل.
وفي أثناء عرضه لتلك المسيرة الطويلة؛ سألته قائلاً: مولاي! هل كان الشيخ حسن البنّا عالماً؟ فقال متعجّباً من سؤالي: «عالم؟ كان أكثرَ من عالم، كان أكثرَ من عالمٍ وأبوه أعلمُ منه! رحمهما الله تعالى».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق