الأحد، 5 مايو 2013

مع الشهيد مروان حديد


كان الشهيدُ مروان حديد رحمه الله يعتب على كثيرٍ منا قلةَ أذكاره، وتلاوته للقرآن الكريم، وعزوفنا عن قيام الليل، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وكان يقول هذه هي العدة للنصر على الأعداء، فمن لم يملكها؛ هُزم أمام عدوه.
وكان يريد منا جميعاً التحقّق بالذلّة على المؤمنين، والتواضع لهم، وعدم جرحهم وإحراجهم، تحت أيّ ظرفٍ كان!
وكنت حادّ المزاج، أحبّ المثالية في التعامل والأدب مع الشيخ، وإن كنت أخطئ أحياناً.
فحضرت إلى مجلسه مرّة، فرأيت فيه عدداً من الإخوة من جيلنا، وبعضهم أصغر بسنةٍ أو سنتين، وواحد منهم متمدّد بين يدي الشيخ، وقد وضع رأسه على كفّه، فطار الشرر من عينيّ، وصرخت به: أهكذا يُجلَس بين يدي الشيخ، قليلاً من الأدب والذوق يا أخي! تستغلّون حياء الشيخ وتواضعه، فتتواقحون؟
وكنت على استعدادٍ أن أرمي به خارج الغرفة، لو ردّ عليّ بكلمة!
فغضب الشهيد مروان، وقال: اسمع يا أخي، اسمع يا أخي، تعال لنحتكم إلى شرع الله تعالى!
فأطرقتُ حياءً، وقلت: تفضل شيخي!
قال: جلسة فلان التي لم تعجبك، كم سيئة عليها؟
فلم أردّ بشيءٍ؛ لأنني لا أعرف كم سيّئة!
فقال: صراخك علينا في مجلسنا، وتصغير أخيك، ورميه بقلة الذوق والأدب، وإخافته حتى كدت أن تأكله، كم سيئة يسجل في صحيفتك من وراء فلسفتك هذه!
يا أخي! يا أخي الكريم: إذا أمرت بمعروفٍ؛ فليكن أمرك بمعروف!
قصارى ما في جلسة أخيك هذا؛ أنها غير لائقة، وأنها خلافُ الأولى، وخصوصاً إذا دخل غريبٌ على مجلسنا، فربما ظنّ في ذلك قلةَ توقيرٍ لكبير المجلس!
لكنْ في أسلوبك هذا مصائب عديدة!
ابتسمتُ وجلست قريباً من الأخ الذي وبخته، وقبّلت رأسه، واعتذرت منه، ورأيت في نفسي أنّ خطئي كان سبيلَ توصيل الشيخ الرسالةَ بأسلوبه.
المهمّ أنه كان رحمه الله تعالى أكبرَ من عرفتُ في حياتي تحقّقاً بقول الله تعالى   ﮪ  ﮫ  ﮬ  ﮭ  ﮮ  ﮯ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق